• banner
  • banner1
  • banner2
  • banner3

إجلالاً لرجل وقائد عظيم

on . Posted in إجلالاً لرجل وقائد عظيم - إتيان صقر

فهرس المقال

testimony arab

أبي، إتيان صقر
بقلم كارول صقر1 ar.

الحصول على أب هو بركة
الحصول على أب كإتيان صقر هو بركة وهبة معاً...

 إسمي كارول صقر، أنا إبنة إتيان صقر الثانية بعد باسكال الكبرى وأرز الأصغر.

كل طفل في هذا العالم يكبر ليكون مولعاً وفخوراً بأبيه، وكل طفل في هذا العالم يتعلق بالأب الذي يحيطه بالحب، التفاني والأمان... ولكن في حالتنا، حالة باسكال وأرز وأنا: الحب، التفاني والأمان كانوا مقسّمين بالتساوي مع الطفل الرابع، الذي كنا نحن الأربعة، مع أمي، نشعر دائماً بوجوده، ويصعب علينا الإعتراف بذلك. إنه: لبنان.
لم نقبل بهذه الحقيقة سوى مؤخراً...

 على أي قدر من الفخر والولع يمكن للمرء أن يكون؟
بالنظر إلى كل تلك السنين، أذكر فقط بضع أشياء قليلة: كان حضور أبي في البيت أقل من عادي بسبب واجباته الوطنية.
ولكن تلك الأشياء القليلة كانت مميزة جداً. أشياء كان يقولها وأشياء إستثنائية مايزال يقوم بها، أجد نفسي مرغمة على ذكرها.

 في صباح أحد الأيام جمعنا في غرفة الجلوس، ومن دون أي مقدمات قال لأمي ولنا نحن الثلاثة:
"هل تعلمون كم أحبكم؟
أنا أحب لبنان أكثر، لأنه يحتاجني أكثر."

 وفي مساء أحد الأيام دخلت إلى غرفته من دون استئذان: كان جاثماً هناك على ركبتيه يصلي بذراعين مفتوحتين، وما إن أحس بوجودي حتى طلب مني أن أجثو إلى جانبه وأردد جملته المفضلة دوماً:
"يا رب، إحمي لبنان، وأرجوك أن لا تجعله يتألم أكثر..."

 في مكتبه هناك جملة كبيرة فوق رأسه، تقول:
"لو لم يكن لي رب أعبده
لكان لبنان هو ربي..."

 تتذكر أمي المرّات القليلة التي كانوا يخرجون فيها سويّاً والتي كان دائماً يختصر فيها الكلام بسبب رفضه لكل من توهم أن لبنان مسألة ميؤوس منها... وذلك كأن تقول له بأن أحد أطفاله مريضاً على نحو مميت... تخيّل أي تأثير سيترك ذلك على إتيان صقر!!!!!

في أحد الأيام حيث كان ما يزال في جبال جزين، تجرأ موفدان سوريّان على زيارته والإشارة عليه أن يعيد النظر بمعارضته للنظام القائم، وأن يقرّ باتفاق الطائف ويقدّم ولائه لهم وموافقته الكاملة عليهم في مقابل حصوله على حريّته. وكان ردّه الفوري:

 "قل لرئيسك أنه لو بقيت صخرة واحدة حرّة على تراب لبنان المقدّس، ستجد أبو أرز جالساً عليها..."

أنا أعرف أبي جيداً، لن يرتاح يوماً حتى يتحقق حلمه العزيز بلبنان حرّ...

أضم صلاتي إلى صلاته، متمنية أن يأتي ذلك اليوم عمّا قريب.

كارول صقر
25 كانون الثاني 2001

أضف تعليق


كود امني
تحديث