• banner
  • banner1
  • banner2
  • banner3

صحيفة "المستقبل" تحاور رئيس مركز حرَّاس الأرز في سدني

on . Posted in مقابلات

أجرت صحيفة "المستقبل" حواراً مسهباً مع رئيس مركز حرَّاس الأرز في سدني السيّد أرتور نول، حاوره الزميل موريس عبيد وجاء الحوار كالآتي:

س- ما هو وضع "حرَّاس الأرز" اليوم من الناحية العقائدية والتنظيمية وماهية التواجد على الأرض؟

ج- عقيدة حزبنا تنبع من تاريخ لبنان وشعبه. فإذاً هي عقيدة ثابتة. لا تتأثر ولا تتغيَّر مع المراحل التي مَرَّت أو تمُرّ بها المقاومة. وهنا أريد أن أقول بأن مواقفنا ومبادئنا هي نابعة من هذه العقيدة فلذلك تبقى ثابتة ولا تتبدّل. مقاومتنا مَرّت بكثير من المراحل ولكن مبادئنا ومواقفنا لم ولن تتبدل بحكم إيماننا بعقيدة ثابتة.

إحدى المراحل التي تمُرّ فيها مقاومتنا هي المرحلة الراهنة. وهذا للجواب على سؤالك عن الوضع التنظيمي. نحن متواجدون في لبنان وفي كل أنحاء الأرض فعّالين مؤمنين لقضيتنا ونعمل لها بكل إمكانياتنا. نحن موجودون في لبنان بشكل خلايا لأن الحزب وقادته وعناصره ملاحقون من قِبَل الإحتلال السّوري والسّلطة التابعة له، فنحن نتحرّك ميدانياً تحت راية التيار الوطني الحر لئلا تلاحَق عناصرنا قضائياً وتحاكَم بتهم عديدة ومفبركة.

قيادتنا مبعدة وهناك تعتيم على كل تحركاتنا في جميع وسائل الإعلام اللبناني في لبنان وخارجه وهناك قلق عند حلفائنا من التعامل معنا علناً خوفاً من ردّة فعل المحتل والسلطة التابعة له.

س- كيف توفقون بين العمل تحت راية التيار الوطني الحر الذي دعا إلى الحوار مع سوريا مؤخّراً وبين طلبكم لمقاومة السّوري وليس معارضته؟

ج- ميدانياً "أي على الأرض" نعمل تحت راية التيار بقصد التمويه لئلا ننتهي في السجون المظلمة، في حين لا نزال على تمسّك كبير بمبادئنا التي ربَّما تتعارض مع مواقف الآخرين.

س- ما هو وضع رئيس الحزب "أبو أرز" وأين يوجد الآن وهل يستطيع العودة إلى لبنان وهو ملاحق قضائياً؟

ج- وضع القائد "أبو أرز" إنه مُبعَد من لبنان منذ سنة ٢٠٠٠. بعد سقوط السيادة وترحيل معظم المقاومين عن لبنان، رفض أبو أرز الخروج من لبنان فقصَدَ الجنوب وتابع مقاومته للإحتلال السوري من هناك مع العديد من العناصر المسلحة التابعة للحزب. مع إنسحاب إسرائيل المفاجىء من الجنوب والذي سبَّبَ بتفكّك جيش لبنان الجنوبي لم يجد أبو أرز أي خيار سوى الخروج مع عناصره من الجنوب بإتجاه إسرائيل وذلك للحفاظ على سلامته وسلامة العناصر. معظم العناصر ما تزال في إسرائيل بإنتظار الفرصة للعودة وإما أبو أرز فهو بين عدة بلدان بسبب نشاطه السياسي.

أبو أرز لا يستطيع العودة إلى لبنان في الوقت الحاضر والأحكام ضُدَّه هي أحكام سياسية. عندما رفض الدعوة للعودة من الجنوب إلى بيروت والإنضمام إلى التركيبة التي كانت موجودة آنذاك والعروض المغرية من قِبَل السلطة، فتِحَت له الملفّات وصدرت بحقه الأحكام التي هي بنظر القائد بمثابة أوسمة عُلقت على صدره. وقريباً إن شاء الله سنرى مَنْ سيحاكم مَنْ.

س- ما هي العروض المغرية التي قدمت لأبو أرز من قِبَل السلطة؟

ج- من العروض كانت زيارة أبو أرز، في منتصف التسعينات، من قِبَل مسؤولين في الدولة اللبنانية يرافقهم ضبّاط سوريون للدخول في السلطة والقبول بالحلول التي كانت قائمة في ذلك الوقت. لقد رفض أبو أرز ذلك وهذا كان سبب فتح ملفّه ومحاكمته غيابياً.

س- من المعروف أن الحزب كان قد إتخذ منحىً إسرائيلياً في السابق، فهل لا يزال على ذات الطريق بعد كل ما حصل من تطورات؟

ج- حزبنا إتخذ منحىً إسرائيلياً منذ بداية الحرب على لبنان ولسببين:

الأول، إقتناعنا بعدم جدوى عداء لبنان لإسرائيل من أجل العرب الذين أقحموا لبنان في ورطةٍ هو بالغنى عنها للدفاع عن قضية سمّوها عربية ولكنها أصبحت مسؤولية لبنان وحده.

الثاني، حاجة المقاومة للسلاح من أجل الدفاع عن لبنان وإنقاذه من براثن السوري والفلسطيني اللذين كانا أكثر منا تسليحاً، واللذين كانا يتلقيان الدعم العسكري والمادّي واللوجيستي من جميع الدول العربية...

فالعرب أقحموا لبنان في هذه الورطة مع إسرائيل وجبانة السياسيين عندنا وقلة حكمتهم وقصر نظرهم هي التي دفعت وما زالت تدفع شعبنا إلى تقديم المزيد من الأرواح والخسائر. نحن على يقين بأن إسرائيل لا تكنّ العداء للبنان وليس لها أي أطماع عندنا كما هي الحال عند العرب ...

اليوم ما زلنا ندعو إلى إنهاء هذا العداء مع إسرائيل وإقامة معاهدة سلام ككل دُوَل المنطقة الذين يدّعون العداء لإسرائيل وهم يتسابقون إلى إقامة علاقات دبلوماسية معها.

س- ما هو موقف الحرَّاس الحالي من الوجود السّوري في لبنان وكيف تفسرون القرار ١٥٥٩؟

ج- يرفض حزب "حرَّاس الأرز" بأن يسمّى الإحتلال السّوري بِ "الوجود"! يجب ألا نلعب على الكلام! إنه إحتلالٌ بإمتياز...

منذ اليوم الأول لدخول قوّات الرّدع العربية إلى لبنان عام ١٩٧٦ وعندما صُنِّفَ بالمبادرة الأخوية نحن أسميناه "إحتلال". يومها وافقت كل القيادات ومن ضمنها الجبهة اللبنانية على هذا الدخول نحن أقمنا متاريس أمامها وحذرنا كل القيادات من مخاطر هذا الإحتلال وقلنا: "لن يخرجوا من لبنان بعد اليوم إلا بالحرب".

وعندما رفض المسؤولون عن القرار الأخذ بتحذيرنا، إعتصمنا في جبال العاقورة اللبنانية مع قيادتنا حتى برهن الوقت بُعِد نظرنا وصوابية تحذيرنا، وعندما أظهر هذا الجيش أنيابه عادت قيادتنا ومقاتلونا إلى بيروت عام ١٩٧٨ ولعبوا دورهم بدحر هذا الجيش وإرغامه على الإنسحاب من المناطق المحررة.

النظام السّوري له طمع تاريخي في لبنان وجيشه جيش إحتلال. نحن نرفض بأن نتعامل مع هذا الإحتلال بالطرق التي يتعامل معه غيرنا ـ بالمسايرة. الإحتلال لا يهزم إلا بالمقاومة ونحن حزب مقاوم. قاومنا عسكرياً ونقاوم اليوم سياسياً ولن نهادن المحتل. الشعب اللبناني شعب مقاوم لذلك نحن على يقين بأن الإحتلال لن يدوم طويلاً والإحتلال السّوري سيطرد من لبنان طرداً.

أما القرار ١٥٥٩ هو حلمٌ يتحقق الآن لحرَّاس الأرز... منذ العام ١٩٧٥ ونحن ندعو إلى تدويل القضية اللبنانية لإنقاذ لبنان من يد العرب والسوريين الذين يتحكمون بقراره ومصيره. اليوم إستيقظ الضمير العالمي بعد نوم طويل. المهم الآن أن نعرف كيف نتعامل مع هذا القرار. يجب على اللبنانيين أن يضعوا كل ثقلهم وطاقاتهم لدعم هذا القرار والمطالبة بتنفيذه فوراً. يجب القيام بمظاهرات وإعتصامات في الداخل والخارج وهناك مبدأ العصيان المدني أيضاً. المجتمع الدولي جَدّي بمطالبته بتحرير لبنان من الإحتلال السّوري وهذه فرصة تاريخية فعلى اللبناني أن يغتنمها ويتمسَّك بها لتحرير أرضه وقراره وإسترجاع حرّيته.

س- ما هو رأي الحزب بقانون الإنتخابات الذي قد تتم ولادته في غضون أسابيع؟

ج- نحن نرفض مبدأ الإنتخابات بظل الإحتلال لأنها تشرّع الإحتلال. الكل يعلم إن النظام السوري يحترف مهنة التزوير في كل الميادين فكم بالأحرى الإنتخابات وليس من مراقب دولي يستطيع كشف هذا التزوير.

في أحسن الأحوال ستكون المعارضة هي الأقلية في البرلمان بعد تلك الإنتخابات ولبنان لن يستعيد قراره وسيادته والنظام السوري سيكون الناخب الأول والقرار سيبقى بيده، وهل من المنطقي أن يسمح إحتلالٍ كالإحتلال السوري بأن ينتصر الشعب عليه من خلال إنتخابات هو المسؤول عنها وعن قانونها وعن فرز أصواتها؟؟

نحن في حرَّاس الأرز نؤمن بمبدأ العصيان الكامل حتى تسقط السلطة ويسقط معها الإحتلال ومن ثم ينتخب الشعب اللبناني حكامه ونوّابه بطريقة حقاً ديمقراطية.

س- لماذا لا يكون في صفوف المعارضة محل رسمي للحرَّاس طالما دافع الحزب بكل ما يملك خلال الحرب عن لبنان؟

ج- حزب حرَّاس الأرز هو الرقم الصعب في لبنان. ليس هناك من معارض في لبنان من النوع الذي نحن بحاجة إليه. فنحن بحاجة لمقاومة وليس معارضة... لبنان تحت الإحتلال، والمعارضة ما زالت تتعاطى معه بالطرق الديمقراطية وتلعب على الحبال الديبلوماسية وتريد أن تتحاور معه لإخراجه من لبنان مع الحفاظ على ماء وجهه وتطلب علاقات مميزه معه وتطمّنه بعدم العداء له وحتى بالسماح له بالوجود على بعض الأراضي اللبنانية بحجة إنه مهدد من إسرائيل.

نحن نقول للمعارضة: "قاوموا الإحتلال وأطردوه من لبنان" ومن ثم قرّروا ما هي ميزة العلاقات معه ومع جميع الدول المحيطة بكم.

نعم نحن أعطينا كل ما لدينا وما زلنا نعطي ولن نتراجع عن مبادئنا ولن ننسى دماء شهدائنا ولن نساوم على كرامة شعبنا مع المحتل. فلذلك عندما تتحوّل المعارضة إلى مقاومة نكون معها. ونحن على يقين بأننا على صواب بكل ما ننصح به المعارضين كما كنا على صواب بكل ما نصحنا به في الماضي والأيام أثبتت بأننا ضمير لبنان.

فمن سوء حظ لبنان إن القرار بأيديهم، ونحن علينا أن ننصح...

س- ما هو وضع الحزب في أوستراليا؟

ج- وضع الحزب في أوستراليا يعكس وضعنا في لبنان كما وضع الحزب ومراكزه في كل أنحاء العالم. نحن نراقب وننفعِل، نأمل ونصاب بالخيبة... هذا هو وضع كل حارس أرز أينما وجد في هذه الأيام.

لدينا علاقة جيّدة مع كل الأحزاب والفرقاء اللبنانيين الموجودين في أوستراليا. علاقتنا مميّزة مع التيار الوطني الحرّ وبرئيسه الدكتور بيار رفول وأيضاً مع حزب الوطنيين الأحرار ومسؤوليه ونحن أيضاً أعضاء في التيار السيادي. تركيزنا هو على لبنان وعلى وضع الحزب فيه أكثر مما هو على الوضع الداخلي في أوستراليا.

نحن على إتصال وتنسيق دائم مع قيادتنا ومع القائد والخلايا الحزبية الموجودة في لبنان. نعمل على تأمين الدعم الإعلامي للحزب وتأمين الإتصالات مع حلفاءنا... إلخ.

أضف تعليق


كود امني
تحديث